كتبت إحدى "النجمات الحصريات"من المتحدثات باسم حقوق المرأة مقالا تبين فيه وسائل فهم حقوق المرأة وكرامتها.
متهمة السلطات بإحباط مشاريعها التنويرية التي كانت كفيلة بإنقاذ المرأة العربية؛ ومن بين هذه المشاريع مطالبتها تدريس علوم المرأة للشباب والفتيات بالجامعات؛ لكن رئيس الجامعة الذي تقدمت إليه باقتراحها تراجع برغم ترحيبه بفكرتها.
وفسرت ذلك أن الجامعة ليست (مستقلة!) وأن تيارات اليمينيين أو المتطرفين، ستواجه هذا الفكرة لتعارضها مع أفكارهم الظلامية!
واستنكرت "النجمة" على إحدى السيدات رفضها لمصطلح تحرير المرأة، واعتباره من الدعوات التي تتصادم مع الشريعة الإسلامية في الكثير من جوانبه، ودعت السيدة لقراءة نصف كتاب فقط من كتبها(!) لتعرف وتفهم أن المرأة الحرة هي من تستغني عن الرجل وتطعم نفسها بنفسها.
وأن المرأة الحرة في غير حاجة إلى حجاب، أو التظاهر بالتدين، لتثبت للناس أنها امرأة مستقيمة الخلق، فالمرأة المستقيمة تعرف على الفور من نظرتها ومشيتها وصوتها وسلوكها!!
أما نحن فنفهم أن كرامة المرأة من كرامة الرجل، وأنهما لا غنى لهما عن بعضهما، وأن الحجاب ليس ضد الكرامة.
وأن رفع الصوت والجعجعة الفارغة والادعاء أن السلوك هو المهم، و"ربك رب قلوب فقط" فهذه كلها أكاذيب لا تستقيم بها حياة الإنسان الذي له حاجات فطرية وطبيعية يحتاج أن يشبعها إما بالحلال أو بالحرام!
كما نفهم أن كرامة المرأة والرجل هي السعي في الحياة بما يرضي الله تعالى، وبما ينفع الناس ويعمر هذه الأرض، فحياة الرجل والمرأة حياة تكاملية، وكلٌ يسعى في الحياة ويقوم بمهامه، دون تربص طرف بطرف، أو السعي لإشعالها حربا للإيهام بأنهما جنسان متنافران، وكأننا عُدنا لحياة الغاب!
إننا نؤمن أن كرامة الإنسان (رجلا كان أو امرأة) مرهون بفعل الخير والعمل الصالح "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" سورة النحل.
ونؤمن بأنه لا فرق بين ذكر أو أنثى في الحقوق والواجبات، وإنما الفرق في الوظائف الفطرية التي خلقنا الله عليها، وأن المرأة أم الرجل وزوجته وابنته وأخته، وأن الرجل أبو المرأة وزوجها وابنها وأخوها.
كما نؤمن أنه لا توجد صراعات حقيقية بين الرجال والنساء، إلا في رؤوس المرتزقين من هذه الصراعات الوهمية التي بدأ يحاصرها عقل الشباب المسلم؛ بل وينظر لدعاتها باعتبارهم مهرجين أو من ذوي اللوثات؛ عافاكم الله!
إن قصة الصراع بين الرجل والمرأة من صنع أولئك الذين مدوا أيديهم بالسوء للمجتمع الإنساني، حين صنعوا أكاذيب ملفوفة في عبارات منمقة مثل:
حقوق المرأة، وتحرير المرأة، وإنصاف المرأة، وغيرها من العبارات التي لا تكف عن التكاثر والتوالد!
وإننا لا ننكر أننا ساهمنا في رواج هذه الأكاذيب بأخطائنا الاجتماعية الكثيرة في حق بعضنا ـ رجالا ونساء ـ
ونحتاج أن نبدأ في الاستدراك على أنفسنا لقطع الطريق على أعداء المرأة والرجل؛ بل وأعداء الحياة، حتى لا نكون لقمة سائغة لمن اعتادوا أكل العيش بمشاكلنا من أصحاب المنظمات الممولة من كل اتجاه!
المصدر: موقع لها أون لاين